آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

يستاهل البرد

السبت - 20 أبريل 2024 - الساعة 11:26 ص

الشيخ أحمد المريسي
بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب






 فعلاً يستاهل البرد من ضيع دفاه وسكت عن حقه وارتضى لنفسه في ارضه الذل والهون ، يستاهل البرد هي من كلمات والحان وغناء الفنان العدني الأصيل محمد سعد عبدالله قالها من حوالي خمسين سنة في مرحلة من مراحل النضال ابان وجود الإحتلال والإستعمار البريطاني لمدينة عدن الباسلة وضواحيها وما بذلوه من تضحيات ابناؤها الأساوس الذين حرروها أنذاك بسواعدهم الفتيه وبدلوا من اجلها الغالي والنفيس من الدماء الزكية والأرواح الطاهرة وكأنه تنبأ بما سيحصل وما هو حاصل لنا اليوم في مدينة عدن خاصة والجنوب عامة.

شوفوا كذا وبصراحة من غير لف ولا دوران ولا نفاق ولا مداهنة ولا تزلف ولا خوف من اي احد مهما كان إلا من الله وحده سبحانه وتعالى خلاص بلغ السيل الزبا وبلغت القلوب الحناجر ولم يعد هناك مجال اخرللكذب والمزايدة والدجل والتدليس والمجاملة غير قول الحقيقة فقد زاد الظلم عن حده وبلغ اقصى مدآه واصبحت حياتنا في عدن جحيم ولضى وناراً وهجير تستعر كل لحظة وتزيد حياتنا بؤس وشقاء وقد خاب ضننا كثيراً بمن اعتقدنا بانهم إخوتنا ومننا وإلينا وأن قلوبهم علينا إلا أننا فعلاً اتكينا وارتكينا على قرطة مثلما قالها الفنان العدني الكبير محمد سعد عبدالله ومن تركى على قرطة (عود القصب اليابس) وهو يعرفه يستاهل الموت دي للغير فرق سباره.

فعلاً بات جلياً وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار بأننا تفرقنا وتفرقت بنا السبل وتفرق بنا الجمع  وتمزقت بنا الوشائج وتفرق جمعنا وتفرقت و تشتت كلمتنا وباتت تحكمنا مصالحنا وأنانيتنا وارتضينا على انفسنا ان نكون ادوات رخيصة  تتحكم بنا وبمقاليد حياتنا ومستقبلنا ومستقبل شعبنا ونضالاتنا  وامجادنا وتاريخنا وعراقتنا واجيالنا وارضنا وخيراتنا وثرواتنا وثقافتنا وثراتنا ايادٍ هي في الأصل اياد عابثه حاقدةٍ تشدد الخناق علينا بإسم العناق وبإسم الأخوة وتعبث وتنهب وتحول وتزور وتسرق وتقتل وتغتصب وتسجن وتعتقل كل من يخالفها بقول الحقيقة ويصدح بقول الحق امامها وكل ذلك يثم برضى ومباركة من قبل من كنا نعتقد بأنهم إخوةً لنا وقد باعونا رخيص (بيعة سارق في سوق الحراج) مثلما قالها بن سعد في احد كوبليهات اغنيته المشهورة يالي خليتوا الأسد يخرج يدور غركم بالمال زيكم اجور وليكم من دا الأسد لما يثور وان تغضب بايسويكم عشاه وهكذا للوحش بعتوني رخيص ذلكم راحت رجالتكم فطيس بالمال وبالمباني والأراضي غركم والمرسيدس ساقكم بالأمر مشاكم قفاه زي النعاج ومثلما قال فناننا الكبير في اغنيته الأخرى المشهورة  قال بن سعد قلبي فوش ياما صبر وذاق بالكأس تعذيبه وطعم المرارة والذي حبهم ماعاد باينفعوها مالفايدة منهم ماليوم قدها خسارة حيث قال فيها ايضاً في اشارة لمن باعوا ضمائرهم وانفسهم للمحتل ( لذاك بابور والثاني هباله عمارة)٠


وقد صدقنا شعارنا وفناننا الكبير محمد سعد في كلماته التي تنبأ بها قبل خمسين سنة وها نحن اليوم نعيشه كوبليه كوبليه وسطر بسطر ولحظة بلحظة رحم الله فناننا التي كانت كلماته والحانه واغانيه تلهب حماسنا و مشاعرنا الوطنية وتحرك فينا كل المشاعر الأخلاقية والإنسانية وترفع معنوياتنا وتحرك فينا العزة والكرامة رحم الله شاعرنا الكبير محمد سعد عبدالله واللعنة على كل من تأمر وخان هذا الشعب من اجل حفنة حقيرة من المال ومصالحة الشخصية وفي الأخير نقولها لكل متأمر خلاص بعد اليوم مابسكت لحد كل شيء له وقت وله مده وحد كيف بسكت وانتوا خليتوا الأسد في عباد الله يفعل مشتهاه٠

*( ودي فهم هرجي وذاق الكلام ماعاد بافهمه تكفي الحليم الإشارة٠)*

*#المريسي*