آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-10:16ص

معاناة وطن

الخميس - 28 مارس 2024 - الساعة 09:52 م

الخضر مكرد
بقلم: الخضر مكرد
- ارشيف الكاتب


هناك من يدعي الاولية والحكم وهو يشرد المواطنين من ديارهم هناك من يدعي الطهارة في الارض وهو يسرق قوت المواطنين والمشردين هناك الداعية الذي باع قضية الاشد فقراً برشفة من العسل ونساء الحديث الحسن والضعيف والصحيح هناك عجاب في وطني المذبوح من الجذور حتى القشور
وأنا اقف هناء مكبل أخاف من الصراخ والبكاء على حالنا المطحون المحروق.

لا مسموح لي غير قول أه دون كلمت وطن

هناك طفل جاع نام وهو يردد النشيد الوطني بكل أخلاص ووطنيا

وهناك أب يفكر أن يخرج الى خارج البيت ويعلق نفسه بتلك الشجرة، التي ذبلت من العطش ويتخلص من صوت صراخ أطفاله الذين ينامون بلحم معدتهم الفارغة

هناك مريض يعاني ضجيج في راسه وأذنيه ولا يستطيع أن يحصل على مبلغ العلاج، تحمل مالم يستطع النمرود ان يتحمله.

هناك مهمش فتش القمامة فوجود قليل من العفن فاكله ونام وهو يتقلص من بطنه، بسبب التسمم الذي كان ينتظره في ذلك الغذاء المبستر من العفن، كل شيء في اليمن مزري تجاوز حد البكاء واصل درجة الانتحار

هناك عقول بشرية محشوة بفكر الظلاميين، ترغب في الاقتراب من الله بخنق وقتل الضعف.

وهناك أمٌ قلبها معلقٌ بطفلها الحرّ الذي يرغب في إشعال الثورة في قلوب، الكادحين والمهمشين والبوس، تدعو له بالنجاة من هؤلاء الظالمين الذين يتقربون من الله بقتل المظلومين.

والأحلام مازالت تدور وتجول في قلوب الشباب والشابات. منهم من يبني الان بيتًا ومنهم من يتنزه مع صاحبة قلبه، ينطلقان في رحلة عميقة ونقية، نبيله ينجبان منها أطفال هم رجاء وأحلام ويزيد.

وتقف شابة تنظر الى السماء تتنهد، قتلها الانتظار، تحلم بفارس أحلامه الذي سيأتي يأخذها كما هي دون الحاجة إلى الزينة والتسريحات.

وهناك فتاة تنظر إلى كرزاتها، تثور تنمو تخاف أن يأتي لصٌ ويسرقها من حديقتها، دون أن تكون تحبه، وهي قسمة أن تسلم نفسها فقط لمن تحب.

هناك شيخٌ كبيرٌ كادح يتذكر أيام شبابه التي كانت تحمل النقاء في العلاقات.ويحكي لا أحفاده.

كل شيء مخيف في هذا الليل، في هذا الليل يسكن كل شيء، يسكن الخوف والحب والجوع والموت.