آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-06:43م

الناطق الإعلامي والكذب

الخميس - 28 مارس 2024 - الساعة 07:02 م

عبدالله سالم النهدي
بقلم: عبدالله سالم النهدي
- ارشيف الكاتب


في عام ٢٠٠٢ م شاركت في ملتقى الشباب والطلاب للمؤتمر الشعبي العام المنعقد في مدينة إب. وقد شارك فيه من كل محافظات الجمهورية، وكان عدد المشاركين بعدد الدوائر الانتخابية في الجمهورية، أي من كل مديرية من المديريات مشارك واحد، وكان الملتقى على أعلى مستوى من رجالات الدولة، فقد حضرت الحكومة في تلك الفترة، وعلى رأسها عبدالكريم الإرياني، وقيادات الصف الأول للمؤتمر الشعبي العام، كما جاء الرئيس علي عبدالله صالح لزيارة الملتقى.

وقد رافق الملتقى الذي استمر لمدة أسبوع تغطية إعلامية جبارة للإعلام الرسمي للدولة من صحافة تلفزة وإذاعة، وكذا الإعلام غير الرسمي.
وعلى مدار الأسبوع تلقى المشاركون حينها محاضرات سياسية ألقاها بعض من الوزراء وقيادات أخرى.

ما أنا بصدد ذكره هنا هو ذلك اللقاء المميز الذي كان مع وزير الإعلام في تلك الفترة طيب الذكر الأستاذ حسين ضيف الله العواضي، بعد إلقائه محاضرته، خرج معنا خارج القاعة، وتحدث معنا وديا، أنا ومجموعة من المشاركين وبكل أريحية، وكانت أهم نقاط الحديث لنا هي اعترافه لنا بأنه اعتذر أن يكون الناطق الرسمي للحكومة، لأن طبيعته تأبى عليه الكذب، وقال فيما أذكر أن أي ناطق رسمي باسم الحكومة أو أي جهة أو مرفق يفرض عليه وضعه أن يكذب، وهذه مسلمة معروفة لا نقاش فيه.
وكان أيضا من ضمن ما قاله لنا ولأول مرة يفصح عن ذلك الخبر، وقبل أن يعمم فيما بعد: أن التلفزيون اليمني لن ينقل كأس العالم على البث الأرضي، من خلال النقل عن شبكة راديو وتلفزيون العرب (art) المالكة لحقوق النقل.

كما يتم تداول الخبر في وسائل الإعلام.
وإن وزارة الإعلام وصلت إلى طريق مسدود مع الجهات ذات العلاقة في الشبكة، والسبب يرجع إلى أن هناك أبراج بث أرضي قريبة من حدود المملكة العربية السعودية ويصل مداها إلى داخل المملكة العربية السعودية، وطلبت الشبكة إيقاف عمل هذه الأبراج، وهو ما رفضته وزارة الإعلام لأن الأمر هذا يتعلق بالسيادة الوطنية.

كلام الأستاذ العواضي عن (كذب الناطق الإعلامي لأي جهة) تذكرته الآن وأنا أتابع ما ينزله الناطقون الإعلاميون للجهات والمرافق والدوائر الحكومية الذين انتشروا في عالم الصحافة والإعلام والنشر انتشار النار في الهشيم، فكل مرفق قلت أهميته أو كبرت، استدعى مديره له ناطقا إعلاميا، وصارت مهمة الناطق الإعلامي في المجمل هي تبرير الفشل والإخفاقات في عمل المدير، وتدني الخدمات التي تقدمها إدارته وعجزها عن تحقيق متطلبات الموظفين، وتجد هذا الناطق يخرج وهو يلوك الكلام غير المنطقي، ويقدمه للجمهور في صياغة ركيكة غالبا، لفظا ومعنى.

مؤسف حقا ما وصلت إليه الأخلاقيات المهنية الإعلامية التي ترتضي لنفسها أن تكون أبواق تبرر فشل الفاشلين، وطبولا لا تقرع للحرب من أجل اجتثاث الفساد والفاسدين، بقدر ماتلمعهم، وتصم آذان المجتمع بأمجاد ونجاحات وهمية لا يرى منها على الواقع شيئا...