آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-03:28م

ومضة من التاريخ

الأربعاء - 20 مارس 2024 - الساعة 11:32 م

عبدالله سالم النهدي
بقلم: عبدالله سالم النهدي
- ارشيف الكاتب


قراءة التاريخ ممتعة، ودراسته معرفة تستفيد منها في بناء الحاضر والمستقبل. واستذكار قصص التاريخ الشفهية التي لم تدون بعد، صارت ضرورة لابد منها، فهي تبصرنا بما كان،  وما حصل في الزمان، والأهم أنها تقدم لنا في أثناءها العبرة والعظة، والتي لو استوعبناها لما تكررت أخطاء الماضي، ولما وقعنا في هذه الأخطاء. 
في هذه الومضة التاريخية نقف أمام مايمكن أن نستفيد منه في هذا الحاضر، وفي خضم الأحداث التي يبدو أن البعض يسعى لتكرارها دون وعي منه بمطالبات يرى أنها مشروعه وهو لا يعلم خطورتها وخطورة نتائجها .

عندما نزل الزيود في الثلاثينات إلى أرض أهل عوذلة في لودر، وتم احتلالها وطرد سلاطينها، هرب سلاطينها، وكان دخول الزيود بمساعدة محلية .
سكن السلطان محمد جعبل عند قبيلة الجعادنة في الوضيع، في محلة ( مجدب ) في بيوت كان يطلق عليها (شَطَر)
وقد أحس السلطان بالألم العميق تجاه ماحدث، وخروجه من أرضه، رغم حفاوة الجعادنة وترحيبهم به، فوصف الحال شعرا قال:
حلوا بنا مجدب وكلٌ بنى شَطَر..
وكنا كما المجراد لا حس الخضور.
يا الله تحق الحق وتمكر من مكر..
(......) يا الله تنتخه نتخ الجذور.
- بين القوسين وضعت نقطاً بدلاً عن اسم الذي ساعد الزيود.
- المجراد: الجراد، الخضور: الأرض الخضراء.

يذكر أن الزيود قد نزلوا إلى لودر بعد أن دخلوا البيضاء واحتلوها بمساعدة السلطان أحمد حسين الرصاص الذي قام عليه القوم، فهرب ولجأ إلى الإمام وطلب مساعدته .
وعند احتلال البيضاء من قبل عسكر الإمام، ورجوع سلطانها الرصاص، عمل له أهل حميقان في أرضهم ضيافة استهلت ( بالمراجيز ) شعرا، وقال سالم عبدالقوي الحميقاني مخاطبا الرصاص:
حيا الله الليلة تقاديم النمر ..
حيا النمر دي محّن الدنيا محين.
جاب ( الغجا ) للكبد لما سبّها..
وش بايداوي الكبد لا قدها طحين 
- ( الغجا ) : هو المرض الخبيث.

ورد عليه السلطان الرصاص: 
الله يحيي كل من حايا بنا
لا اتكرفت لمشاط من سود الخزين
الأرض سبتني وأنا سبيتها ..
ماشي حنق لا حد بكى من كل عين

يذكر أن الزيود توقفوا عن الاستمرار في زحفهم والتقدم إلى أرض أهل فضل بعد أن جمع الشيخ محمد ناصر النخعي شيخ النخعين في تلك الفترة شيوخ القبائل الفضلية، وذهب بهم إلى الالتقاء بعامل الأمام، وكان اللقاء في الجوف بالقرب من زارة مقر السلطنة العوذلية، وعمل معهم أتفاقية كان لها أثراً طيباً على توقف الزحف الزيدي، والتوسع في المناطق الجنوبية. وتم إعطاء الشيخ النخعي ختم كانت الوثيقة التي توسم به، قابلة للنفاذ في كل المناطق التي تحت حكم الإمام في اليمن ( الشمال ).