آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-09:01م

تخاذل الأمة الإسلامية عن نُصرة فلسطين

الأربعاء - 06 مارس 2024 - الساعة 04:53 م

مشتاق العلوي
بقلم: مشتاق العلوي
- ارشيف الكاتب





إن تخاذل الأمة الإسلامية، عن نُصرة إخواننا المستضعفين العُزل، في أرض فلسطين، قد اضهر لنا أولاً كشعوب عربية، وإسلامية، مدى هشاشتا، وضُعفنا، وأننا اشبة بالغُثاء الذى  يسّبق السيل؛ وأننا فقط، صالحين، وشاطرين، بالتناحر، فيما بيننا البين كأمة إسلامية، متناسين عدونا الأكبر، الذي قد حُدد لنا منذا النشئة الأولى للإسلام، ألا وهو: اليهود، والنصارى، ومن اتبعهم، وهذا ماقد عرفناه، من قرأننا الكريم، وسنة نبينا وحبيبنا الصادق الأمين.
لكننا فقط أفلحنا في زماننا هذا بالتحديد في: الإقتتال الوحشي، والشرس، فيما بيننا البين؛ رغم معرفتنا التامة ويقيننا الكلي، أننا وبإجزام الجميع، إنه لابد إن نكون أمة واحدة كالجسد الواحد، إذا اشتكى منهُ عضوًا تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى.
ولكننا وللأسف تركنا كل ما نؤمن به خلف ظهورنا، ومشينا على حسب اهوا الأخرين؛ الذين يعملون ليلاً، ونهارا، على زرع الفتن، وتخريب النسيج الأجتماعي الإسلامي، من خلال المشاريع التفرقة الحمقاء، واللعب على وتر السيادة الداخلية، بين الحدود التي زرعوها، وعملوا على تقسيمنا وتقنين ذلك بإعتراف الجميع.
وبهذا نحن نفذنا خططهم، ومشاريعهم، على أكمل وجه وبدون نقصان، يذكر في هذا الخصوص.
وفي هذا الحالة والوقت العصيب الذي تمر به أرض فلسطين، من القتل، والدمار، والتهجير، القسري، بدون اي ردة فعل تذكر، أو مساعدة، من قبل الأمة الإسلامية، تراودني بعض التساؤلات، والتي طالما كانت ولا زالت مصدر فخرنا، واعتزازنا، الا وهي: الفتوحات، والملاحم الإسلامية، التي امتدت من غربي الصين إلى جنوب فرنسا، ومن شمال أفريقيا إلى إسبانيا، وجنوب فرنسا غرب أوروبا، وبالسند وسط آسيا إلى ما وراء نهري جيحون وسيحون.
والتي لا زلنا نسمعها إلى اليوم، من أفواه المشايخ، والكُتاب، والمثقفين، وتلك أصواتهم لا زالت تردد على مسمعي إلى كتابة هذا المقال، وهم يصرخون بأعلى أصواتهم تفاخرًا، واعتزازاً، عن تلك البطولات التي حققها أولئك السابقون، ومن تلك الملاحم التاريخة هي: فتح أسد الأمة الإسلامية صلاح الدين الأيوبي، بيت المقدس وتحريره من دنس ورجس القوات الصليبية، التي كانت تحتل المقدس، في ذلك الزمان.
ولكنه الان ينتابني شعور العجر والخنوع، شعور الحسرة والندامة، شعور لو توزع على تلك الجبال الرأسية، لابد أن تحمله عجزًا، وهو باي حق أن نتفاخر، ونتباهى، ونعتز، بماضي لا يربطنا به شيء
ماضي قد سطروه أولئك السابقون، الذين يختلفون كل الإختلاف عننا، الذين لا تربطهم بنا شيءً يذكر.
فهم كانوا أشداء على الكفار، متراحمين فيما بينهم، اما نحن فطريقنا عكسهم تماماً.
والسؤال الذي هو لُب المقال وهو: ماذا قدمنا نحن كشعوب إسلامية، في خدمة الإسلام، والمسلمين، وبأي فتوحات، وبطولات، وملاحم، سنتفاخر نحن ويتفاخر احفادنا ومن تبعهم، أم أنهم سيسلكون الطريق الذي سلكناه نحن وهو: التفاخر التباهي، في إنجازات الآخرين من الذين سبقونا.
مع ذلك فنحن لا نملك الشرعية الكاملة والتباهي، والتفاخر في أمجاد الآخرين، ونحن لم ننصف المضلومين، ولم نساعد المقموع، والمكلوم، رغم معرفتنا بذلك، من خلال المشاهد المرئية التي تُبث عبر وسائل الإعلام، من قتل، ودمار، وتهجير، وتنكيل، بحق اخواننا في فلسطين المحتلة، رغم امتلاكنا مالم يملكة صانعي تلك الأمجاد في السابق، من الرجال، والعتاد، "عددًا" فقط.
لذلك فالفارق بيننا كبير جداً، لقد كانو يتسلحون بعقيدة إسلامية صُلبة، لم نصل ولن نصل اليها، لقد تركوا حب الحياة الدنيا خلف ضهورهم، وامتطوا العاديات المغيرات، وتسابقوا إلى ميادين الشرف، والبطولة، نصرتنًا للمضوم، والمكلوم، وكي تبغى راية الإسلام شامخةً، لا تعلو عليها راية؛ تسابقو إلى جنات عدنً تجري من تحتها الأنهار، أما نحن لا شي من ذلك.
لقد قاتلنا، وذبحنا، وشرحنا، وسحلنا، بعضنا البعض بكل شراسة، وحقد.
وبذالك لا يحق لنا، ولا يجوز عقلياً، التفاخر، التباهي، بأمجاد السابقين، ونحنُ بلا مجد، ولا يحق لنا التفاخر بتاريخ الأولين، ونحن لم نصنع لأنفسنا تاريخ يذكر؛ وأن الفارق بين من سطروا وصنعوا ذلك التاريخ والملاحم وبيننا هو: إننا تشبثنا في ملذات الحياة، والسابقون قد بايعوا الله ورسوله بأنفسهم وأموالهم واملاكهم، قد عرفو الله حق المعرفة وسلكو الطريق الصحيح، فبذلو في سبيل الله أرواحهم واملاكهم حباً فالله، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، نصرةً للمستضعفين، من إخوانهم الذين تربطهم دين واحد وعقيدة واحدة ولغه واحدة، رغم إختلاف اللغة في بعض الأحيان ولكن تبغى الاخوة في الإسلام هي أقوى الروابط المتينة.
وفي الختام أسئل الله تبارك وتعالى أن يصلح حال حال أمتنا الإسلامية وأن يبدل حالنا إلى أفضل حال وان لا يقبض أرواحنا الا وهو راضٍ عنا؛ وأسئلة النصر المؤزر والمكين لأهلنا في فلسطين المحتلة وان يمدهم بالملائكة المسومين يجاهدون في سبيلة بعد خذلاننا لهم اللهم آمين يارب العالمين.