آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-09:42ص

الفلسطينيون لا يخشون "النكبة الكبرى"

السبت - 28 أكتوبر 2023 - الساعة 08:22 ص

محمد علي رشيد النعماني
بقلم: محمد علي رشيد النعماني
- ارشيف الكاتب


في ظل الحرب الدائرة بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة في قطاع غزة قام مستوطنون إسرائيليون بوضع منشورات تهديدية على مركبات المزارعين الفلسطينيين قرب بلدة ديراستيا شمال غرب سلفيت في الضفة الغربية المحتلة متوعدين إياهم بـنكبة كبرى جديدة على غرار ما حدث عام 1948 وكأنهم يعتقدون أن كلماتهم الفارغة سترهب الشعب الفلسطيني الذي يصارع من أجل حقه في الحياة والحرية والكرامة ..

ولكن ماذا تعني "نكبة كبرى" بالنسبة لهؤلاء المستوطنين؟ هل هي نكبة أكبر من تشريد وتهجير ملايين الفلسطينيين من أرضهم وممتلكاتهم؟ هل هي نكبة أكبر من قتل وجرح واعتقال آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ؟ هل هي نكبة أكبر من اقتحام وتدمير وتهويد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية؟ هل هي نكبة أكبر من بناء جدار الفصل العنصري والمستوطنات الغاصبة والحواجز العسكرية؟
إذا كانت هذه كلها هي "النكبة الصغرى" التي فعلها الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينيين خلال عقود من الظلم والقمع فإن "النكبة الكبرى" التي يتوعدهم بها المستوطنون لا تستحق أن يُخَافَ منها .

فالشعب الفلسطيني لم يستسلم للاحتلال رغم كل المآسي والمحن التي عاناها بل استمر في المقاومة بكل أشكالها سواء بالحجارة أو بالبندقية والصواريخ أو بالإضرابات والانتفاضات ولا يزال يحافظ على هويته وثقافته وتاريخه رغم كل محاولات التغيير والتزييف .

ولذلك فإن منشورات المستوطنين لا تثير إلا السخرية والاستهزاء فهم أظهروا أنفسهم كأطفال مدللين يبكون على لعبتهم التي اخذها منهم طفل آخر .

يزعمون أن الأرض المحتلة هي "أرضهم المقدسة التي كتبها الله لهم" وأن الفلسطينيين هم "الأعداء" الذين يجب "التخلص منهم" بالقوة ويتناسون أنهم هم الغزاة والمستعمرون والمغتصبون وأن الفلسطينيين هم الأصل وأصحاب الارض المظلومين .

وفي النهاية فإن منشورات المستوطنين لا تعبر إلا عن حالة من اليأس والخوف والهلع التي أصابتهم بعد أن شاهدوا قوة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وكيف تصدت للعدوان الإسرائيلي بشجاعة وبسالة وكيف نجحت في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية وكيف حظيت بتضامن ودعم شعوب العالم فهؤلاء المستوطنون يدركون أن مشروعهم الاستيطاني لا مستقبل له في فلسطين وأن حلمهم بإقامة دولة يهودية على حساب الشعب الفلسطيني سيتحول إلى كابوس ..