آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-02:47م

الحروب تقديرات سياسية خاطئة للأنظمة

الأربعاء - 25 أكتوبر 2023 - الساعة 05:07 م

هاني البيض
بقلم: هاني البيض
- ارشيف الكاتب


الحروب ليست خيارات الشعوب .. بل تقديرات ونزعات سياسية خاطئة للأنظمة، وحسم المعارك لاينهي النزاعات المسلحة بل ينتج دورات صراع أخرى.

اليوم العالم بحاجة إلى دول تؤمن بالسلام فكرا ونهجها وثقافة وتسخر إمكاناتها وقدراتها لهذا التوجه والهدف العظيم الذي يجمع البشرية وتحثنا عليه كل الديانات السماوية لا دول وانظمة تعمل على توسيع الحروب وبؤر العنف والتطرف وثقافة الكراهية وتغذية النزاعات الدموية.

الحروب ليست خيارات الشعوب بل هي خيارات الانظمة عند عجزها في مواجهة واقعها وترحيل مشاكلها الداخلية ، وبعضها بفعل نزعاتها الخاطئة بالهيمنة والظلم على حساب حقوق الشعوب الأخرى الذين يعملون لتوسيع الحروب ويعتقدون ان ثمنها رخيص هم كارثة على شعوبهم !

والذين يغذون تلك الصراعات المسلحة والحروب هم أيضًا شر بلية على الكون والبشرية !

لا أحد يعود من الحروب سليم ومتعافي ولا يمكن يخرج أي طرف منتصر بشكل مطلق لان حسم المعركة لا يعني حسم الصراعات !

بل انتاج مزيدا من ثقافة الكراهية والنزعات الانتقامية للطرف المهزوم !

تنتصر إسرائيل في الحرب ..وتخسر السلام الدائم !

تكسب إمريكا وإسرائيل وتخسر الاخرين 

وتفقد مصداقيتها امام شعوب المنطقة

هذه المعادلة البائسة ليست مصدر قوة لاسرائيل والغرب في المنطقة إطلاقا !

بل خطأ استراتيجي اضر بمصداقية هذه الدول وافقدها الكثير من المصالح والقدرات الممكنة لها في التاثير على الأصعدة الاخرى.

واصبح لاقيمة لهذه الدول الكبرى وتاثيرها في شعوب منطقتنا بكل ادعاءاتها عن الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان بسبب انحيازها الاعمى لاسرائيل وكذلك ازدواجيتها في التعامل مع ملفات اخرى في العالم.

وفي تناقض واضح مع القيم الانسانية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي تدعيها هذه المنظومة من الدول، وهكذا وباستمرارية دون الاستفادة من التجارب التاريخية ..وفشل مستمر في تصفير عداواتها .

ان البشرية وفي حقيقة وجدانها وبعد كل التجارب التاريخية في الحروب والصراعات تنشد الامان والاستقرار والتنمية والسلام والتعايش هو خيارها الابدي في هذا العصر ولكن واقع المجتمع الدولي يؤكد يوميًا ان هناك خلل واضح في العلاقات الدولية يحتاج إلى حوكمة أممية ووقفات ضمير عالمية لشعوب العالم تجاه أنظمتها وتحديدا الدول الكبرى التي تدير سياساتها بازدواجية وانفصام خطيرفي التعامل مع محددات الصراعات والنزاعات الدولية والإقليمية.

ان الانتصار الحقيقي لإسرائيل وأمريكا بالمنطقة هو إقامة سلام دائم وعادل وخلق مصالح مشتركة  وتقديم حسن النوايا تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وتسوية هذا الصراع التاريخي وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام العربية ولكن الواضح ان هذه الدول تفتقد للمصداقية ولم تستفد من التاريخ ولا من التجارب المتكررة ولازالت تحكمها العقلية الاستعمارية والسياسات التوسعية والإخضاع للتحكم بمصائر الشعوب دون مراعاة لأهمية توازن وعدالة العلاقات الدولية واستقرارها بين شعوب العالم ولا لردود الفعل الرسمية والشعبية تجاهها.


 

✍️ هاني البيض