اليوم و لأول مرة وانا في خارج اليمن منذ عام 2014 يسألوني عن الفن في اليمن ، وعن فنان اسمه حمود
منذ ثمان سنوات وأكثر وانا في الغربة وكل من عرف بأنني من اليمن مباشرة يبادلني شعور الحزن ويبدي مشاعر الأسف علينا وعلى بلادنا
اليوم يا حمود السمه دخلت احدى المحلات في مول كايرو فاستيفال سيتي مول وكالعادة الاخ من وين ؟؟ و رديت مثل كل رد تعودت عليه وتعودت على سماع جوابه ( من اليمن )
مباشرة قال لي تعرف الفنان حمود السمه !! فقلت بلا شك هذا فنان يمني كبير ، ثم سألني هل سمعت ويجز وهو يطلب دويتو معه فقلت نعم ، قال يا استاذ دا ويجز رقم واحد لو يطلب من اي فنان عربي يعمل معاه دويتو فلن يرده أحد ، ابتسمت ياحمود وانا الذي اسمع كل رد بعد ( انا من اليمن ) يكون مليء بالشفقة ، تعودت ان اقول من اليمن وملامح وجهي تستعد للرد المليء بالشفقة ،
ابتسمت ياحمود لأول مرة من قلبي ، فلم يتمكن أحد خلال هذه السنوات ان يصنع لي ابتسامة لا مسؤول ولا سفير ولا وزير ، فكلهم لم يجلبوا لي كمواطن في الغربة سوى شفقة المستضيفين وكلمة ( ربنا يعينكم )
ويجز الأنجح عربياً لعامين متتاليين ، والأكثر استماعاً ، والأكثر شهرة ، والفنان الذي حفلاته تحقق ارقام قياسية في اعداد الحضور
ذهب من القاهرة الى صنعاء ليختار رنين الوتر و دقات العود التي يترنم بها حمود السمه بكل بساطة وبدون اي صوتيات او اجهزة لتحسين واضافة الموسيقى ، وبمايك بدون تحسين للصوت وبكل بساطة اختار الفن الحقيقي و إلا ما كان اختاره
لأول مرة اسمع سيارات في شوارع القاهرة تغني لحمود السمه
لأول مرة اسمع سؤال عن اليمن لا يجرحني ولا يجعلني اتأسف على بلادي
لأول مرة هذا الغريب في بلاد الناس يشعر بالسعادة ويسألوه عن الفن بدلاً عن الرصاص ،
ليست صدفة ياحمود السمه ولم يختارك ويجز الا وقد استمع كل ماقدمته واستمتع به ودقق في كل تفاصيل ماتقدمه من دقة العود الى صوتك المبحوح السلس الذي يخرج من حنجرتك ويتدفق الى ارواح الناس ، وهاهو عودك وصوتك يعبر الحدود ويتم طرحه في أهم ساحات الفن حالياً
ويجز فنان ولأنه فنان اختار الفن الحقيقي وطلب دويتو مع نجم عربي يمني كبير اسمه حمود السمه
الشاهد هو أن الفن الصنعاني فن عريق وليس مجرد أغنية ، سيبقى ويظل مدرسة لكل جيل قديم وجديد ،
ننتظرك يا حمود وانت على مسرح واحد مع ويجز
شكراً لك .
