آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-09:28م

( مات وازر بوزركم)

الأحد - 25 يونيو 2023 - الساعة 08:46 م

كوثر شاذلي
بقلم: كوثر شاذلي
- ارشيف الكاتب


فلتسنوا الاقلام  .. ولتتسابقوا بعبارات التعازي الحزينة والحسرات على موت واحداً ممن لاثمن له في بلد كبلادنا التي ضاع فيها حق الانسان وأُنتهكت آدميته .. الفقراء الدين أُفقروا في زمن الرداءة والظلم والبسطاء وما اكثرهم والمهمشين وهم اصحاب هذه الارض واهلها ومن افتداها وقت الشدائد .. الذين يعانون اشد المعاناة فيما يمر على جثثهم واشلاءهم ودماءهم المتأوهين المنافقين كذباً وتدليساً.. وماهي الاسويعات وينشغل أهل الحظوة والنفاذ وجامعي الثروات والعطايا ومحصلي ثمن النفاق والبيع على المشاع ( لورثة الوطن الحصريين) 
نعم مات ( وازر) متأثراً بجراحه محروقاً بعد ان تم قتله من الداخل قهراً وكمداً وقلة حيلة .. لقد هان في وقت هان فيه كل شيء نبيل وكل جميل حتى اصبح حطاماً وركاماً ونسياً منسياً وسط اغوال الصراع على السلطة والثروة والنفود لصالح ( المنطقة والقبيلة والقرية وذوي النفود )
لقد احرق نفسه ولم  ولن يردع هؤلاء مافعله بنفسه .. فليتحمل هؤلاء الذين يعرفون انفسهم ويعرفهم الجميع وزر ( وازر) فوق جملة اوزارهم الثقيلة التي احالت حياة البسطاء والغالبية من ابناء الشعب جحيماً لايُطاق .. 
ترك خلفه زوجة وطفلين.. لم يتركهم للجوع والفقر والاحتياج فقط بل تركهم للغاب التي يؤكل فيها الضعيف .. تركهم لناهبي وغاصبي ابسط حقوق الانسان.. تركهم لنافدين ومتسلطين لارحمة لهم ولاشفقة والقادم من العمر وحده الله يعلم ماتخفيه لهم من ضنك العيش وقسوة الايام .. لقد تركهم بعد رحيل موجع فهل يتجاوز الصغار ذكرى هذا الرحيل الاشد ألماً من كل مايمكن ان يعيشوه في زمنهم الحالي والآتي  .. إن ماسيبقى في ذاكرتهم اجزم انه امرّ وأشد الماً ومراراً من وجع الفقر والاحتياج.. فهل تصحو ضمائركم ايها الراقدون فوق ثرواتكم ومصالحكم ..!!!؟؟؟
وهل لكتلة اللهب التي احرقت وازر ان تنير لهذا الشعب المظلوم طريقه..!!!!؟؟؟؟