يذكر التاريخ أن الشعب الفرنسي عندما لم يجد رغيف الخبر، ثار على الملكية في مظاهرات جابت المدن والشوراع ، وسألت الامبراطورة ماري انطوانيت حاشيتها عن السبب، فقيل له : لم يجدوا رغيف الخبر .
فقالت :دعوهم يأكلوا جاتوه (كيك) .
منهج ماري انطوانيت هذا هو منهج سائد، وهو التعاطي مع الأمور والأزمات باستخفاف أوبجهل وعدم دراسة بسبب إسناد الأمر لغير أهله، وعدم استشارة من له علم ودراية وخبرة.
موضوع ماري انطوانيت ذكرني بما فعله الصندوق الاجتماعي للتنمية عندما أرسل رسائل استبيان عبر النت عن طريق الرابط الالكتروني ، إلى المعلمين الذين تعاقد معهم (فرع عدن) هذا العام في مديرية المحفد .
والمحفد مديرية معروفة بغياب شبه كلي لخدمة الاتصالات والنت فيها .
وبالتالي يصبح من العسير جدا تحقيق أي جدوى من هذا الاستبيان لاستحالة الدخول للروابط. وقد تم التواصل معي من قبل الكثير من المعلمين الذين وصلتهم الرسائل النصية من خدمة SFD وهو اختصار لـ Social Fund for Development وتعني الصندوق الإجتماعي للتنمية، يشكون من صعوبة الدخول لهذه الروابط من أجل تنفيذ الاستبيان ، وذلك بسبب رداءة النت كما قلنا ، وقد شكل ذلك لهم قلقا وإرباكا . وقد تواصلنا بضابطة المشروع على الأقل لتبين لنا حقيقة المصدر المرسلة منه الرسائل، ولكنها لم ترد.
يبدو من هنا أن الصندوق الإجتماعي لم يعد يعمل وفقا ودراسات محكمة من أجل تنفيذ تدخلاته ، ويبدو أيضا أن الهوشلية هي من تسيطر على عمله ، فلو أنه قام بدراسة بسيطة لوضع مديرية المحفد لعرف أنها تعاني من ضعف الاتصالات والنت، ولعرف أن الوسيلة التي أراد أن يصل بها الفئة المستهدفة من الاستبيان تكاد تكون معدومة، وبالتالي استحالة نجاح هذا الاستبيان . هذا إن كان جادا في هذه العملية، وليست مجرد عمل شكلي..
ولذا فلا نظن أننا نخطيء إذ قلنا بأن الصندوق الاجتماعي كمثل ماري انطوانيت الذي يريد أن يأكل الشعب الجاتوه وهو لايجد رغيف الخبز .
ثم انتهت ماري انطوانيت .. وسينتهي كل من يسير على نهجها.
